جدول المهام وترتيب الأولويات
9 يونيو، 2020من هم أشهر مؤسسي مواقع التواصل الاجتماعي؟
10 يونيو، 2020
أحدث وباء كورونا المستجد الكثير من المشكلات والتغيرات على صعيد العمل والحياة الشخصية على حد سواء، ولعل أبرز
هذه المستجدات إجبار الجميع على الجلوس في المنزل لساعات طويلة، والابتعاد والكف عن التواصل مع الآخرين، لكن
يمكن القول إن تطوير الذات خلال الحجر المنزلي أمر ممكن شرط أن ننظر إلى هذه المعطيات من منظور جديد.
ولعل أول ما يمكن أن يستفيده المرء من فترة الحجر المنزلي هو أنه يضعه أمام ذاته وجهًا لوجه، في مواجهة ادعاءاته؛ حيث
كان الكثيرون يتحججون بضيق الوقت لعدم فعل بعض الأمور مثل المشي لساعة واحدة يوميًا، أو تدوين اليوميات، أو حتى
ممارسة اليوجا.. إلخ.
الآن لديك ما يكفي من الوقت لتفعل كل ما تريد، فهل كنت صادقًا في ادعاءاتك؟! إن الإجابة المبدئية عن سؤال من
هذا النوع توفر للمرء نوعًا من الوعي بالذات، وتمكّنه من معرفة ذاك الشخص الرابض بداخله، وتأمله عن كثب.
.
اقرأ أيضًا:كيف تستثمر وقتك كرائد أعمال في الحجر المنزلي؟
.
اعرف من تكون!
من الثابت أنك لن تعرف الناس ما لم تعرف نفسك، بل لن تتمكن من فهم العالم على شساعته واتساعه إلا إذا عرفت
نفسك، إذ كنت سابقًا مشغولًا في العدو ذهابًا إلى العمل وإيابًا منه، فلم يكن لديك الوقت الكافي لفعل شيء آخر
سوى العمل.
هذه الوفرة في الوقت التي منحتها لنا أزمة وباء كورونا المستجد هي ذاتها إلى تدعونا إلى القول بإمكانية تطوير الذات
خلال الحجر المنزلي؛ فعبر هذا الوقت ومن خلاله ستتمكن من فعل الكثير من الأشياء، أهمها على الإطلاق هو التعرف
على ذاتك.
إنك، إذًا، بحاجة إلى أن تخلد إلى نفسك لمدة ساعة واحدة على الأقل، تُقيّم فيها ما فات من حياتك، وتتأمل أفعالك، وما
حققت وما لم تحقق، وتعرف فيها ذاتك بعيوبها ونقائصها وبمميزاتها وإيجابيتها. هذه المعرفة التأسيسية ستأخذ بيدك فيما
بعد إلى مستقبل أفضل من ماضيك البائد.
.
اقرأ أيضًا:التحكم في وقت الفراغ.. هل نحن مشغولون حقًا؟
.
عادات وهوايات
من بين الأشياء التي يمكنك فعلها خلال فترة الحجر المنزلي، طالما أن لديك من الوقت ما يكفي لفعل ما تريد، الاهتمام
بعاداتك وهواياتك القديمة التي كنت توقفت عنها فقط لأنك مشغول، الآن لا شغل لك إلا ذاتك، والاشتغال عليها وتطويرها.
إذا كنت مثلًا من هواة القراءة فلديك ما يكفي من الوقت كي تنهي كتابًا كاملًا في يوم واحد، وربما كنت تهوى اليوجا
وممارستها، فلا تقلق، يمكنك متابعة هذه الهواية الآن، وإذا كنت ترغب في تعلم هذه الممارسات فيمكنك الاستعانة
بالفيديوهات الكثيرة الموجودة على الإنترنت.
وعلى أي حال، فإن كل ما كنت تتمنى فعله في السابق ولم تتمكن من ذلك نظرًا لضيق الوقت وكثرة الأعباء والمشاغل،
فأنت الآن مهيأ لأدائه.
وربما لا تقوم باسترجاع وممارسة عاداتك القديمة فحسب، وإنما قد تكتشف أن لديك هوايات جديدة كالعزف على البيانو
مثلًا، أو تعلم أي شيء آخر.
.
اقرأ أيضًا:هل تكون ريادة الأعمال طوق النجاة من أزمة كورونا؟
.
القفز إلى الأمام
إن الغاية الأساسية من الحديث عن تطوير الذات خلال الحجر المنزلي هو العمل على تأمل ما فات ليس لأنه فات؛ فالماضي
لا ينطوي في ذات نفسه على أي قيمة، وإنما هو ذريعة أو سبب لتعلم بعض الدروس المستفادة من خلاله ثم المضي قُدمًا
إلى المستقبل بثقة أكبر وإرادة أقوى.
وهكذا يمكن للمرء أن يحاكم ماضيه ليعرف نفسه، وماذا يريد في الحاضر والمستقبل على حد سواء. بطبيعة الحال كل هذه
الأمور متعلقة بالذات لكنها تنطوي على مكاسب علمية في الوقت نفسه.
.
اقرأ أيضًا:العمل في زمن ريادة الأعمال.. تأملات فيما بعد الكورونا
.
ويستطيع المرء المؤمن بإمكانية تطوير الذات خلال الحجر المنزلي أن يعمل وبشكل ممنهج على تعلم بعض المهارات التي
ستساعده في تحسين وضعه في الحال أو في المستقبل.
إن الأزمة الحالية لابد أن تنتهي عاجلًا أم آجلًا، وإدراك أمر كهذا وعدم الإفراط في تقدير العواقب، ووضع الأعين نصب
المستقبل كل هذه الأمور لن تقينا من مغبة الآثار السلبية للحجر المنزلي مثل الاكتئاب، أو التوتر، أو حتى التأثير في الصحة
العقلية، وإنما ستجعلنا ننظر إلى فترة الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي بصفتها فرصة لالتقاط الأنفاس وشحن الطاقة
من جديد.